رغم فتح الحدود وإطلاق عملية "مرحبا".. عناصر الجمارك لا زالوا دون تلقيح بسبب إخراجهم من قائمة "الصفوف الأمامية"
على الرغم من مرور أكثر من 5 أشهر على إطلاق الحملة الوطنية للتلقيح، والإعلان رسميا على عودة الرحلات الجوية وفتح المجال أمام المغاربة القاطنين بالخارج للعودة إلى أرض الوطن، إلا أن عناصر الجمارك لا زالوا ينتظرون إدراجهم ضمن المستفيدين المنتمين لـ"الصفوف الأمامية"، على اعتبار أنهم يحتكون مباشرة وبشكل يومي مع الكثير من الناس الذين يمكنهم أن يكونوا حاملين للفيروس، الأمر الذي ستزداد احتماليته نتيجة ارتفاع وتيرة العمل في الموانئ والمطارات.
وفي الوقت الذي أُعطيت فيه الأولوية للعديد من الفئات باعتبارها تشتغل في الصفوف الأمامية للاستفادة من جرعات اللقاح منذ إطلاق الملك محمد السادس لحملة التلقيح رسميا في 28 يناير 2021، على غرار مهنيي الصحة وعناصر الأمن الوطني والدرك الملكي والسلطات العمومية وعناصر القوات المسلحة الملكية، إلى جانب موظفي التربية الوطنية، لم تشمل اللائحة عناصر الجمارك، الأمر الذي شكل صدمة لموظفي هذا القطاع.
والمثير في الأمر، حسب مصادر مهنية، هو أن موظفي الجمارك سواء المدنيين أو أصحاب الزي النظامي العاملين في الميدان، ينتمون لفئة اشتغلت في ذروة انتشار كورونا، ومنهم من ظل يعمل بشكل يمي رغم إغلاق الحدود ووقف الرحلات البرية والبحرية والجوية، مثل العاملين في مجال الاستيراد والتصدير الذي لم يتوقف نشاطه نهائيا لضمان تزويد السوق الوطنية بالسلع والمؤن، ويستغرب بعض العاملين أنهم كانوا من بين المشرفين على عملية دخول شحنات التلقيح إلى المغرب عبر رحلات جوية دون أن يكون لهم حق الأولوية في الاستفادة من جرعاتها.
وظل موظفو إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة، التابعين لوزارة الاقتصاد والمالية من خلال مديرية عامة، ينتظرون أن يُضافوا إلى قائمة "الصفوف الأمامية" إلى غاية الأسابيع الماضية، وذلك نتيجة الإعلان عن عودة الرحلات الجوية وانطلاق عملية "مرحبا"، إذ رغم الشروط الاحترازية المفروضة على المسافرين، يظل خطر حملهم للفيروس قائما، حسب بعض المصادر المهنية التي تحدثت لـ"الصحيفة".
وأوضحت المصادر نفسها أن قطاع الجمارك شهد خلال أشهر الجائحة التي تجاوزت 15 شهرا، المئات من حالات الإصابة وبؤرا وبائية في بعض المناطق، بل إن مجموعة من الجمركيين فقدوا حياتهم نتيجة لذلك، لكن هذا الواقع لم يدفع الجهات الحكومية الوصية لإدراجهم ضمن المستفيدين الأوائل من التطعيمات، وهو الخطر الذي يبرز مرة أخرى خلال الفترة الراهنة كون أن أغلب الموظفين العاملين بالميدان تقل أعمارهم عن 45 عاما.